الإسراف
في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات في الجسم فيسبب ليس فقط البدانة
ولكن السكري وأمراض القلب. وطور باحثون طريقة جديدة لتحليل الحامض النووي
"دي ان ايه".
وقال
اريك سخادت المدير التنفيذي لقسم علم الوراثة بمعامل ميريك للأبحاث "إن
البدانة ليست مرضاً ينجم عن تغير فردي في جين واحد. إنها (البدانة) تؤدي
إلى تغيير شبكات كاملة." وحدَّد الفريق شبكات تضم المئات من الجينات بدت
وكأنها خرجت عن القاعدة عندما تم إطعام فئران بوجبة غنية بالدهون.
وقال
سخادت "اهتزت هذه الشبكة بالكامل نتيجة تعرضها لوجبة على النمط الغربي
غنية بالدهون." ثم انتقل الفريق إلى قاعدة بيانات عن أناس من أيسلندا تجري
عليهم مؤسسة ديكود جيناتكس انكوربورشن دراسات ووجد الفريق أن الأشخاص
لديهم نفس الشبكات.
وأعد
الفريقان دراسة مفصلة عن ألف عينة دم وقرابة 700 نسيج دهني من نفس
المتطوعين الأيسلنديين. وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذي سجلوا درجات
مرتفعة على مؤشر كتلة الجسم (لقياس البدانة) أظهروا أنماطاً مميزة لنشاط
جينات بأنسجتهم الدهنية لم تظهر باختبار الحامض النووي المأخوذ من الدم.
يؤكد
الباحثون أن الإفراط في الأكل يعطل شبكات كاملة من الجينات بالجسم فيسبب
ليس فقط البدانة ولكن البول السكري وأمراض القلب. وإن أفضل طريقة لعلاج
الكثير من الأمراض هي الاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف. الإقلال
من الدهون والاعتماد على الخضروات والفواكه أحد أسباب العلاج.
في
زمن الجاهلية وقبل مجيء الإسلام كان الاعتقاد السائد أن كثرة الأكل هي أمر
جيد، بل تجدهم يأكلون بشراهة ويتبارون أيهم يأكل أكثر. ولكن النبي صلى
الله عليه وسلم لم يقرّهم على هذه العادة السيئة، بل قال: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن! حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفَس) [السلسلة الصحيحة للألباني 2265].
هذا الحديث الشريف هو قاعدة أساسية في علم التغذية، والأطباء اليوم ينصحون بذلك، وانظروا معي إلى البلاغة النبوية: (ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن) فهذا تأكيد من النبي أنك عندما تملأ بطنك طعاماً وشراباً فإن هذا شرّ لك، وبالفعل هذا ما يؤكده الأطباء اليوم!
كذلك عندما نتأمل كتاب الله تعالى نجد قاعدة طبية رائعة، يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)
[الأعراف: 31]. حيث جعل الله عدم الإسراف عبادة يُثاب المؤمن عليها! وهذه
روعة الإسلام، لم يقل لك لا تسرف لأنك ستُصاب بالأمراض فحسب، بل اعتبر أن
الإسراف أمر لا يحبه الله ولا يرضى عنه، وهذا يساعد الإنسان على الاعتدال
في الطعام والشراب.
إن هذه الآيات والأحاديث هي دليل صادق على صدق رسالة الإسلام وأن هذا النبي إنما بُعث رحمة للعالمين، وصدق الله عندما قال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].