الفرســــــــــــــان

تأملوا معي قوله تعالى: {...فانبذ إليهم على سواء} 3sz2uzy44

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الفرســــــــــــــان

تأملوا معي قوله تعالى: {...فانبذ إليهم على سواء} 3sz2uzy44

الفرســــــــــــــان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم أيها الرواد والزوار والأعضاء

فضلا ليس أمرا التوجه لهذا الرابط للمشاركة والمتابعة معنا فى  المنتدى الجديد من خلال 

هذا الرابط  

http://way2gnna.co.cc/vb

أو التسجيل مباشرة من خلال هذا الرابط

http://way2gnna.co.cc/vb/register.php

وجزاكم الرحمن خيرا


    تأملوا معي قوله تعالى: {...فانبذ إليهم على سواء}

    أريج التقى
    أريج التقى
     
     


    انثى
    تاريخ التسجيل : 03/08/2009
    الــبــلــد : في دنيا فانية
    عدد المساهمات : 131
    النقاط : 5924

    GMT + 9 Hours تأملوا معي قوله تعالى: {...فانبذ إليهم على سواء}

    مُساهمة من طرف أريج التقى الثلاثاء نوفمبر 24, 2009 11:30 pm

    السلام عليكم

    تأملوا إخوتي معي هذه الآية الكريمة:

    {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء}

    ألتمس من إخوتي الأفاضل محاولة تفسير لها بما يؤدي إليه التأمل

    ونرجع في الأخير إلى المعنى الذي ذكره المفسرون

    الغرض تمرين الذهن على تدبر كلام الله ومحاولة فهم معانيه

    وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً
    أي غشا ونقضا للعهد .

    فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ

    وهذه الآية نزلت في بني قريظة وبني النضير . وحكاه الطبري عن مجاهد . قال ابن عطية : والذي يظهر في ألفاظ القرآن أن أمر بني قريظة انقضى عند قوله " فشرد بهم من خلفهم " ثم ابتدأ تبارك وتعالى في هذه الآية بأمره فيما يصنعه في المستقبل مع من يخاف منه خيانة , فتترتب فيهم هذه الآية . وبنو قريظة لم يكونوا في حد من تخاف خيانته , وإنما كانت خيانتهم ظاهرة مشهورة . قال ابن العربي : فإن قيل كيف يجوز نقض العهد مع خوف الخيانة , والخوف ظن لا يقين معه , فكيف يسقط يقين العهد مع ظن الخيانة . فالجواب من وجهين : أحدهما - أن الخوف قد يأتي بمعنى اليقين , كما قد يأتي الرجاء بمعنى العلم , قال الله تعالى : " ما لكم لا ترجون لله وقارا " [ نوح : 13 ] . الثاني - إذا ظهرت آثار الخيانة وثبتت دلائلها , وجب نبذ العهد لئلا يوقع التمادي عليه في الهلكة , وجاز إسقاط اليقين هنا ضرورة . وأما إذا علم اليقين فيستغنى عن نبذ العهد إليهم , وقد سار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة عام الفتح , لما اشتهر منهم نقض العهد من غير أن ينبذ إليهم عهدهم . والنبذ : الرمي والرفض . وقال الأزهري : معناه إذا عاهدت قوما فعلمت منهم النقض بالعهد فلا توقع بهم سابقا إلى النقض حتى تلقي إليهم أنك قد نقضت العهد والمواعدة , فيكونوا في علم النقض مستويين , ثم أوقع بهم . قال النحاس : هذا من معجز ما جاء في القرآن مما لا يوجد في الكلام مثله على اختصاره وكثرة معانيه . والمعنى : وإما تخافن من قوم بينك وبينهم عهد خيانة فانبذ إليهم العهد , أي قل لهم قد نبذت إليكم عهدكم , وأنا مقاتلكم , ليعلموا ذلك فيكونوا معك في العلم سواء , ولا تقاتلهم وبينك وبينهم عهد وهم يثقون بك , فيكون ذلك خيانة وغدرا . ثم بين هذا بقوله : " إن الله لا يحب الخائنين " .

    قلت : ما ذكره الأزهري والنحاس من إنباذ العهد مع العلم بنقضه يرده فعل النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة , فإنهم لما نقضوا لم يوجه إليهم بل قال : ( اللهم اقطع خبري عنهم ) وغزاهم . وهو أيضا معنى الآية , لأن في قطع العهد منهم ونكثه مع العلم به حصول نقض عهدهم والاستواء معهم . فأما مع غير العلم بنقض العهد منهم فلا يحل ولا يجوز . روى الترمذي وأبو داود عن سليم بن عامر قال : كان بين معاوية والروم عهد وكان يسير نحو بلادهم ليقرب حتى إذا انقضى العهد غزاهم , فجاءه رجل على فرس أو برذون وهو يقول : الله أكبر , الله أكبر , وفاء لا غدر , فنظروا فإذا هو عمرو بن عنبسة , فأرسل إليه معاوية فسأل فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ) فرجع معاوية بالناس . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . والسواء : المساواة والاعتدال . وقال الراجز فاضرب وجوه الغدر الأعداء حتى يجيبوك إلى السواء وقال الكسائي : السواء العدل . وقد يكون بمعنى الوسط , ومنه قوله تعالى : " في سواء الجحيم " [ الصافات : 55 ] . ومنه قول حسان : يا ويح أصحاب النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد الفراء : ويقال " فانبذ إليهم على سواء " جهرا لا سرا .

    روى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدره ألا ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : إنما كان الغدر في حق الإمام أعظم وأفحش منه في غيره لما في ذلك من المفسدة , فإنهم إذا غدروا وعلم ذلك منهم ولم ينبذوا بالعهد لم يأمنهم العدو على عهد ولا صلح , فتشتد شوكته ويعظم ضرره , ويكون ذلك منفرا عن الدخول في الدين , وموجبا لذم أئمة المسلمين . فأما إذا لم يكن للعدو عهد فينبغي أن يتحيل عليه بكل حيلة , وتدار عليه كل خديعة . وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( الحرب خدعة ) . وقد اختلف العلماء هل يجاهد مع الإمام الغادر , على قولين . فذهب أكثرهم إلى أنه لا يقاتل معه , بخلاف الخائن والفاسق . وذهب بعضهم إلى الجهاد معه . والقولان في مذهبنا .

    تفسير القرطبي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:41 pm