من طرف دراسة أهم المسائل التي اتفق عليها أهل الكلام من الأشعرية والماتردية والمعتزلة والجهمية
من المساوئ التي ابتلي بها بعض المنتسبين إلى الإسلام تقديس العقل واعتماده مصدراً أعلى من كلام خالق العقل ، ولهم شبه في تقديم العقل على النقل ،،، أن العقل هو الأصل والأساس في النقل وأن دلالته قطعيه ، بينما الدلالة النقلية ظنية ، و أن معرفة الله لا تنال إلا بحجة العقل ، وما ثبت بالتواتر وخالفه العقل إما أن يؤول أو يفوض وما ثبت بخبر الآحاد لايقبل بالعقائد ، ويرد عليهم بأنه لا يوجد تعارض بين العقل والنقل فإن النصوص الشرعية إن صحت لا يمكن أن يعارضها العقل السليم الخالي من الشهوات والبدع و أما اسقاطه لأحاديث الآحاد في العقائد فليس لديهم دليل شرعي لأن الحق في قبول خبر الآحاد في باب الاعتقاد وغيره ما دام ثابتاً والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) .
وقد زعم المؤوله أن نصوص الصفات في القرآن والسنة لا تعرف إلا بالتأويل ، وهو زعم مردود ، فإن كل تأويل يوافق دلالة الكتاب والسنة فهو مقبول وصحيح وكل تأويل يخالفهما فهو فاسد .
ويعرف عن أهل الكلام من الجهمية والمعتزلة والأشعرية والماتردية جهلهم بمعنى توحيد الألوهية ، فهم قرروا أن معنى لا إله إلا الله : أي لا قادر على الاخترع والخلق والايجاد إلا الله ، وهو معنى باطل : لا معبود بحق إلا الله وحده وهذه دعوة الرسل –عليهم السلام -. ومن الأمور الواضحة أن كل الطوائف المخالفة لأهل السنة والجماعة لم يلتزموا بالمفاهيم الواضحة للنصوص وإنما حالهم مثل حال من يفسر الواضح حتى يجعله غامضاً ، وإن مجمل الاعتقاد في باب الاعتماد والصفات هو أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله وأن ننفي عن الله ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله ، نثبت لله الأسماء الحسنى كلها والصفات كلها الواردة في القرآن الكريم ، ونثبت أن لله صفة المثل الأعلى والأكمل ونثبت معاني كل أسماء الله وصفاته ونتوقف عن الخوض في كيفياتها ـ ولو تكلمنا عن بعض صفات الله وتأويل الخلف لها ،فمثلا ً صفة النفس والعلم والوجه والعين والسمع والبصر واليدان والاصبع والرجل والقدم والساق لله تعالى ، فيثبتها السلف له تعالى بكيفية غير معلومة ، وبمعنى معقول ، أما الخلف فيزعمون أنه لايصح وصف الله بكل ما ذكر ، وقاموا بتأويلها بمعان أخرى وأنها من صفات المخلوقين وبعضها زعموا أنها من أكاذيب اليهود ، أما عن الاستواء والنزول والاتيان والمجيء يوم القيامة وكل ليلة ، وبعض الصفات مثل الرضا والغضب والفرح فهذه صفات يؤمن بها السلف كما جاءت بها النصوص من الكتاب والسنة على ما يليق بجلال الله ، أما الخلف فلا يؤمنون بهذه الصفات الاختياريه ولا يثبتونها بل جاؤا بمعان مختلفة عطلوا بها معاني النصوص بحجة تنزيه الله عن التشبيه ، كذلك أثبت السلف صفة الكلام لله ،وأثبتوا رؤيته وأثبتوا العلو لله بخلاف ما فعله الخلف بأنهم يقولون بأن الله لا يتكلم ، وأول النصوص الواردة في اثباتها وعطلوها عن مدلولاتها وأنكروا صفة العلو وزعموا أن الله بكل مكان .
أما السلف فقد أثبتوا أن الله يرى يوم القيامة ، و أثبتوا العلو لله تعالى ...والأدلة واضحة في ذلك
ومن المراجع المفيدة في دراسة أقوال علماء الكلام والرد عليها منها: فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية ،وبيان تلبيس الجهمية لابن تيمية وكتاب التوحيد لابن خزيمة ، والفرق بين الفرق للبغدادي ، والملل والنحل للشهرستاني ...وغيرها
