مارية القبطية رضي الله عنها
رضي الله عنها
ولدت مارية في قرية تدعى حفن قريبة من بلدة (أنصنا) من صعيد مصر، لأب قبطي يدعى شمعون وأم مسيحية رومية.
وفي بداية شبابها الباكر انتقلت مع أختها (سيرين) إلى قصر المقوقس عظيم مصر.
وعندما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية زعماء الدول المجاورة.. كان المقوقس ممن كاتبهم وأرسل إليه حاطب بن أبي بلتعة يدعوه إلى الإسلام ومما جاء في الرسالة: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين).
وأحسن المقوقس لقاء رسول رسول الله وأخبره بأن القبط لا يطاوعوه على ترك دينه.. ومع ذلك فقد أكرم وفادة (حاطب) رسول رسول الله وكتب له: قد أكرمت رسولك، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم وبكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك [1].
وتقبل رسول الله الهدية وأعجبته مارية فاحتفظ بها، ووهب أختها سيرين لحسان بن ثابت رضي الله عنه. وأنزلها رسول الله بمنزل لحارثة بن النعمان قرب المسجد.
وإذا كانت زعيمة الضرائر عائشة رضي الله عنها قد قللت من شأنها في البداية.. إلا أن كثرة تردد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ومكثه الطويل عندها.. دعاها لإعادة حساباتها..!
كانت مارية، تفكر باستمرار في سيدة مصرية جاءت إلى هذه الديار قبلها وتزوجت من النبي إبراهيم عليه السلام، وأنجبت له إسماعيل نبيا ابن نبي..
وعندما شعرت مارية ببوادر الحمل.. كانت تتمنى أن يختم الله حياتها فتصبح أما لولد محمد صلى الله عليه وسلم كما كانت هاجر أما لولد إبراهيم.
وخاف الرسول على مـارية فنقلهـا إلى العالية بضواحي المدينة، توفيرا لراحتها وسلامتها، وعناية بصحتها وصحة جنينها. وسهر عليها يرعاها، وكذلك فعلت أختها سيرين.
وعندما بلغ الجنين أجله وحانت ساعة الولادة ذات ليلة من شهر ذي الحجة سنة ثمان للهجرة، دعا رسول الله قابلتها (سلمى زوج أبي رافع)، ثم انتحى ناحية من الدار يصلي ويدعو..
وجاءت أم رافع بالبشرى.. وخفّ رسول الله إلى مارية فهنأها.. ثم حمل وليده بين يديه مستثار الفرح والحب وسماه إبراهيم تيمنا باسم جد الأنبياء.
وخيل لمارية أنها نالت مناها.. فهذه هي تلد للنبي ولدا.. كما ولدت زميلتها من قبل (هاجر) لإبراهيم ابنه إسماعيل..
ولم تكتمل سعادة الأبوين.. فقد مرض إبراهيم وتوفي ولما يبلغ العامين من عمره بعد.. يقول سيدنا الرسول الحزين على ابنه: إنا يا إبراهيم لا نغني عنك من الله شيئا، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد وصدق، وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنّا عليك حزنا هو أشد من هذا. وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون. تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب.
ثم نظر إلى مارية في عطف ورثاء وقال: إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعته في الجنة [2].
وآب المشيعون واجمين، وقد غام الأفق وانكسفت الشمس، فقال قائلهم: إنها انكسفت لموت إبراهيم.. فقال رسول الله: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته [3].
وحرمت مارية من ولدها الذي قرت به عينها حينا، ثم لم تلبث إلا القليل حتى حرمت من الرسول الذي أوصي المسلمين فقال: استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما.
وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وترك مارية تعيش من بعده خمس سنوات.. لا تكاد تخرج إلا لتزور قبر الحبيب محمد.. أو قبر ولدها فلما ماتت سنة ستة عشرة من الهجرة صلي عليها سيدنا عمر رضي الله عنه ودفنها بالبقيع [4].
رضي الله عنها
ولدت مارية في قرية تدعى حفن قريبة من بلدة (أنصنا) من صعيد مصر، لأب قبطي يدعى شمعون وأم مسيحية رومية.
وفي بداية شبابها الباكر انتقلت مع أختها (سيرين) إلى قصر المقوقس عظيم مصر.
وعندما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية زعماء الدول المجاورة.. كان المقوقس ممن كاتبهم وأرسل إليه حاطب بن أبي بلتعة يدعوه إلى الإسلام ومما جاء في الرسالة: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين).
وأحسن المقوقس لقاء رسول رسول الله وأخبره بأن القبط لا يطاوعوه على ترك دينه.. ومع ذلك فقد أكرم وفادة (حاطب) رسول رسول الله وكتب له: قد أكرمت رسولك، وبعثت لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم وبكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك [1].
وتقبل رسول الله الهدية وأعجبته مارية فاحتفظ بها، ووهب أختها سيرين لحسان بن ثابت رضي الله عنه. وأنزلها رسول الله بمنزل لحارثة بن النعمان قرب المسجد.
وإذا كانت زعيمة الضرائر عائشة رضي الله عنها قد قللت من شأنها في البداية.. إلا أن كثرة تردد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها ومكثه الطويل عندها.. دعاها لإعادة حساباتها..!
كانت مارية، تفكر باستمرار في سيدة مصرية جاءت إلى هذه الديار قبلها وتزوجت من النبي إبراهيم عليه السلام، وأنجبت له إسماعيل نبيا ابن نبي..
وعندما شعرت مارية ببوادر الحمل.. كانت تتمنى أن يختم الله حياتها فتصبح أما لولد محمد صلى الله عليه وسلم كما كانت هاجر أما لولد إبراهيم.
وخاف الرسول على مـارية فنقلهـا إلى العالية بضواحي المدينة، توفيرا لراحتها وسلامتها، وعناية بصحتها وصحة جنينها. وسهر عليها يرعاها، وكذلك فعلت أختها سيرين.
وعندما بلغ الجنين أجله وحانت ساعة الولادة ذات ليلة من شهر ذي الحجة سنة ثمان للهجرة، دعا رسول الله قابلتها (سلمى زوج أبي رافع)، ثم انتحى ناحية من الدار يصلي ويدعو..
وجاءت أم رافع بالبشرى.. وخفّ رسول الله إلى مارية فهنأها.. ثم حمل وليده بين يديه مستثار الفرح والحب وسماه إبراهيم تيمنا باسم جد الأنبياء.
وخيل لمارية أنها نالت مناها.. فهذه هي تلد للنبي ولدا.. كما ولدت زميلتها من قبل (هاجر) لإبراهيم ابنه إسماعيل..
ولم تكتمل سعادة الأبوين.. فقد مرض إبراهيم وتوفي ولما يبلغ العامين من عمره بعد.. يقول سيدنا الرسول الحزين على ابنه: إنا يا إبراهيم لا نغني عنك من الله شيئا، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد وصدق، وأن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنّا عليك حزنا هو أشد من هذا. وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون. تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب.
ثم نظر إلى مارية في عطف ورثاء وقال: إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعته في الجنة [2].
وآب المشيعون واجمين، وقد غام الأفق وانكسفت الشمس، فقال قائلهم: إنها انكسفت لموت إبراهيم.. فقال رسول الله: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته [3].
وحرمت مارية من ولدها الذي قرت به عينها حينا، ثم لم تلبث إلا القليل حتى حرمت من الرسول الذي أوصي المسلمين فقال: استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما.
وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وترك مارية تعيش من بعده خمس سنوات.. لا تكاد تخرج إلا لتزور قبر الحبيب محمد.. أو قبر ولدها فلما ماتت سنة ستة عشرة من الهجرة صلي عليها سيدنا عمر رضي الله عنه ودفنها بالبقيع [4].