بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ علي الصياح حفظه الله تعالى :
إنَّ طالبَ العلم في بداية طلبه للعلم كالتائه لا يدري :
كيف يبدأ؟ ولا بم يبدأ؟ هل يحفظ أوَّلاً؟ أو يفهم ؟ وإذا حفظ فبم يبدأ في الحفظ؟
ظاهرة التخبط هذه .. ما علاجها ؟! العلاج يكمن في أمور:
الأوَّل:
في بداية الطلب لا بدّ أن تأخذ قدرا مشتركا من جميع الفنون والعلوم
(العقيدة، الحديث، الفقه، اللغة، علوم القرآن والتفسير، الأدب والبلاغة..).. ولتعلم أخي أن المسألة أسهل مما تتصور !!
كيف؟أقول لك: في كل فن وعلم..كتاب يحوي أصول هذا الفن..ومبادئه التي من أحاطه بها أخذ تصورا شاملا عن هذا الفن...وإن لم يكن في هذا الفن كأهله المتخصصين..لكنه سوف يفقه ما يقولون..بل وربما يفوق أحيانا المتخبط في هذا الفن المعين الذي لم يتقن هذا المتن الذي يحوى أصول هذا الفن ومبادئه....
وسأضع قائمة..فيها أصول هذه الفنون..إن شاء الله
الثاني:
بعد ما تأخذ قدرا مشتركا من جميع الفنون والعلوم..تنتقل للتخصص الذي تميل إليه وتحبه..وتجد عندك شغفا وحبا له...
ولا تقل..أنا لا أجد في نفسي ميلا لعلم معين...لأنّ هذا الميل يكاد يكون تلقائيا مع الشخص..وكنت في مقابلتي للطلاب أعجب من الطلاب والطالبات الذين يقولون: لا نعرف العلم الذي نميل إليه؟!...
فنقول له: إذا دخلت المكتبة..ما هو الفن الذي تنطلق إليه مباشرة..وتبحث في كتبه..يقول: كذا..!!
أقول: انتهينا هذا الفن..الذي تميل إليه...وسوف تبدع فيه..وتفوق أقرانك..لأنك دخلته عن قناعة...
الثالث:
عدم الاستعجال..والتنقل ..وهذا الأمر مهم..فبعض الأخوة:
يشارك هنا في حفظ البيقونية..والألبيرية...ثم إذا وجد حفظ الصحيحين..شارك...وإذا وجدد حفظ بلوغ المرام..شارك..فمرة هنا ومرة هناك!!..ثم أخيرا..يرسل رسالة نارية..تقول(مللت من التنقل..تعبت..!!!)...وأخطر من هذا ربما يترك حياة القلوب ولذة النفوس (العلم)...بسبب هذه التخبط..
ولتعلم أخي المحب ..أن أخذ العلم رويدا رويدا منهج السلف والمحدثين..وإليكم هذه الآثار الجميلة في هذا الباب:
قال الزهري (من طلب العلم جملة فاته جملة وإنما يدرك العلم حديثا وحديثين).
وللزهريّ كلمةٌ أخرى جميلة وهي (إنَّ هذا العلم إن أخذته بالمكاثرة له غلبك، ولكن خذه مع الأيام والليالي أخذا رفيقا تظفر به)
وقال شعبة (كنت آتي قتادة فأساله عن حديثين فيحدثني ثم يقول: أزيدك فأقول: لا حتى أحفظهما وأتقنهما).
وقد كان السلف يلازمون شيوخهم سنين في طلب العلم...بل بعضهم لازم شيخه ثماني عشرة سنة!! قال ابن جريج كنت أتتبع الأشعار الغريبة والأنساب فقيل لي: لو لزمت عطاء فلزمته ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة إلا أشهر أو ما شاء الله..!-الجرح والتعديل (5/356)-
قلت:
سبحان الله...لقد وفق ابن جريج بناصحٍ أمينٍ أرشده لما هو أولى وأعظم وأقرب إلى الله عزوجل..كم نشهد في واقعنا..من أناس عندهم من الذكاء والحفظ..ومقومات النجاح في طلب العلم الشرعي..ولكنهم..لا يوفقون لطلب هذا العلم العظيم المقرّب لسيد الأولين والآخرين..الموصل لرضى رب العالمين..فهنيئا لمن سلك طريق العلم..الذي يسهل به الوصول للجنة!!
وأذكر أني كنت جالسا مرةً عند الشيخ العلامة الزاهد حمود التويجري-رحمه الله رحمة واسعة- وكان معنا أخ موسوعة في الأنساب والأشعار وأخبار العرب المتقدمين والمتأخرين..وإذا جلس في مجلس ملكه..بحديثه العذب الشيق وقصصه التي لا تمل..ولكنه لا يفقه في العلم الشرعي إلاقليلا..فما كان من الشيخ حمود التويجري-رحمه الله- إلا أن قال له كلمة قصيرة ولكنها عظيمة جدًا-والشيخ حمود معروف بقلة الكلام على منهج السلف الصالح-..قال الشيخ حمود:"لو كان هذا في العلم الشرعي أحسن!!"...انتهى...وصلت النصيحة والتوجيه..بقي العمل..!!
ثم......
لتعلم-أخي طالب العلم- أنه مع الليالي والأيام..ستصل إلى بغيتك
العلم ويحك ما في الصدر تجمعه *** حفظاً وفهماً وإتقاناً فداك أبي
وقد وضعت منهجية مقترحة –مدتها سنتان-وضعتها لطلابي مراعياً فيها حالهم ومستوا
وقبل ذكرها أنبه على أمور موصلة ومُعينة على طلب العلم النافع:
1- أنّ يراعي طالبُ العلم آدابَ طلب وطالب العلم : من إخلاصٍ ، وعملٍ بالعلم، وتدرجٍ فيه ، وتنظيم للوقت، وتواضع، وكثرة دعاء لله بالتوفيق والسداد والاخلاص، قال ابنُ كثير في تفسيرهِ (1/29)((العبدُ مفتقرٌ في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها وتبصره وازدياده منها واستمراره عليه، فإن العبدَ لا يملكُ لنفسِه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونةِ والثباتِ والتوفيق فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار )).
2-لا بدَّ من مراعاة أحوال الناس وقدراتهم وأفهامهم إذْ أنها مختلفة اختلافاً كبيراً، فما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.
3- يركّز في هذا المستوى على الحفظ قدر المستطاع.
4- لا ينتقل الطالب إلى المستوى الثاني حتى يتقنَ المستوى الأوَّل.
5- إذا اشتغل طالب العلم بحفظ هذه المتون وفهمها سوف يشكو من ضيق الوقت، بينما كثير من الناس يشكو من الفراغ، وهنا ينبغي أن يحمد الله على فضله، ويسأله المزيد.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية في الاقتضاء (160) (( والعلم له مبدأ وهو: قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم، وتمام وهو: قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة)).
القران وعلومه :
حفظ القرآن الكريم كاملاً + تفسير جزء عمّ ، وتبارك من تفسير السعديّ.
تحفة الأطفال مع شرحها للجمزوريّ في علم التجويد.
الحديث وعلومه:
حفظ الأربعين نووية مع شرحها + البيقونية.
العربية :
حفظ الآجرومية مع شرحها لمحيى الدين عبد الحميد
العقيدة :
العناية مؤلفات الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب إذْ أنّ فيها تأصيلاً ، وتدرجاً ، وربطاً لطالب العلم بالقرآن والسنة، من ذلك :
الأصول الثلاثة. القواعد الأربع. نواقض الإسلام. معنى الطاغوت، مفيد المستفيد، كشف الشبهات، مسائل الجاهلية، فضل الإسلام.
حفظ ما تيسر من هذه الكتب.
الفقه :
شروط الصلاة وأركانها وواجباتها للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب.
منهج السالكين للسعدي.
ملحوظة :
هناك عدد من الكتب جمعت "المتون العلمية" التي يحسن بطالب العلم أن يحفظها،
و من أحسن هذه الكتب كتاب "الجامع للمتون العلمية" للشمرني –جزاه الله خيراـ
وقبل ذكرها أنبه على أمور موصلة ومُعينة على طلب العلم النافع:
1- أنّ يراعي طالبُ العلم آدابَ طلب وطالب العلم : من إخلاصٍ ، وعملٍ بالعلم، وتدرجٍ فيه ، وتنظيم للوقت، وتواضع، وكثرة دعاء لله بالتوفيق والسداد والاخلاص، قال ابنُ كثير في تفسيرهِ (1/29)((العبدُ مفتقرٌ في كلّ ساعةٍ وحالةٍ إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها وتبصره وازدياده منها واستمراره عليه، فإن العبدَ لا يملكُ لنفسِه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونةِ والثباتِ والتوفيق فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه ولا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار )).
2-لا بدَّ من مراعاة أحوال الناس وقدراتهم وأفهامهم إذْ أنها مختلفة اختلافاً كبيراً، فما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.
3- يركّز في هذا المستوى على الحفظ قدر المستطاع.
4- لا ينتقل الطالب إلى المستوى الثاني حتى يتقنَ المستوى الأوَّل.
5- إذا اشتغل طالب العلم بحفظ هذه المتون وفهمها سوف يشكو من ضيق الوقت، بينما كثير من الناس يشكو من الفراغ، وهنا ينبغي أن يحمد الله على فضله، ويسأله المزيد.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية في الاقتضاء (160) (( والعلم له مبدأ وهو: قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم، وتمام وهو: قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة)).
القران وعلومه :
حفظ القرآن الكريم كاملاً + تفسير جزء عمّ ، وتبارك من تفسير السعديّ.
تحفة الأطفال مع شرحها للجمزوريّ في علم التجويد.
الحديث وعلومه:
حفظ الأربعين نووية مع شرحها + البيقونية.
العربية :
حفظ الآجرومية مع شرحها لمحيى الدين عبد الحميد
العقيدة :
العناية مؤلفات الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب إذْ أنّ فيها تأصيلاً ، وتدرجاً ، وربطاً لطالب العلم بالقرآن والسنة، من ذلك :
الأصول الثلاثة. القواعد الأربع. نواقض الإسلام. معنى الطاغوت، مفيد المستفيد، كشف الشبهات، مسائل الجاهلية، فضل الإسلام.
حفظ ما تيسر من هذه الكتب.
الفقه :
شروط الصلاة وأركانها وواجباتها للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب.
منهج السالكين للسعدي.
ملحوظة :
هناك عدد من الكتب جمعت "المتون العلمية" التي يحسن بطالب العلم أن يحفظها،
و من أحسن هذه الكتب كتاب "الجامع للمتون العلمية" للشمرني –جزاه الله خيراـ
أخى لن تنال العلم إلا بستات
سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء و حرص و غربة
و تلقين أستاذ و طول زمااااااااااااااااااااان
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/14.htm
http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=523