قبل ما يزيد عن 1430 عام وفي مثل هذه الأيام تماماً , وقف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على قمم تلال وجبال مكة مودعاً مسقط رأسه ومكان نشأته عنوة وقسراً ليطوي بذلك فصلاً من ألوان العذاب والتنكيل به وبمن آمن به من الفقراء والمساكين من قبل أهل بلده وأقاربه وأبناء قبيلته لا لشيء إلا لأنه يدعوهم لعبادة الواحد القهار... يا سبحان الله .. وهل هذه جريمة لا تغتفر وتستحق كل هذا العداء ؟! وبحق من !! بمن لقب دائماً حتى الأمس بالصادق الأمين!! ما الذي بدل وحول الموازين حتى يتهم بالجنون والسحر وعدم الواقعية!! لكن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يضطر أن يرحل عن أطهر بقعة على وجه البسيطة وعن بيت الله الحرام وعن أقدس المقدسات ... انها الكعبة المشرفة التي بنت اسسها الملائكة أولاً ثم رفع قواعدها ابراهيم الخليل واسماعيل ثانياً فينظر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة بكل ألم وحسرة وضعف كله قوة ويقول مقولته المشهورة " والله انك أحب ديار الأرض إليّ ... والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت ".
كلمات تهتز لها قلوب الجبارة وتقشعر منها الحجارة الصماء !!
انها الأمانة وانها الرسالة التي لا مساومة فيها ولا هوادة ! والكل يعرف أن الرسول الكريم لو أراد جاهاً أو مالاً أو نكاحاً لكان له ذلك لكنه ليس من أجل هذا خُلق ولا لأجل ذلك بُعث, وانما ليكون رحمة للعالمين .
صحيح ان هجرته صلى الله عليه وسلم تاريخ أمة بدأ حين الهجرة ولن ينتهي هذا التاريخ حتى تقوم الساعة لكن أهم عبرة في الهجرة النبوية انه خرج ليعود معززاً مكرماً وليس ضعفاً وهرباً للمنفى كما اعتقد وظن عُباد اللات والعُزى وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد عندما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم مع عشرات الآلاف من المؤمنين يوم فتح مكة , وقال كلمته المشهورة : " اليوم يوم المرحمة ".
الرسول صلى الله عليه وسلم كان بامكانه أن يدفع عن نفسه العذاب والمضايقات وأساليب القمع التقليدية لكنه أصر على مقارعة الأصنام وعُبادها حتى لو كلف ذلك المقاطعة من قبل أهل مكة له ولاتباعه في شعاب ابي طالب مدة ثلاث سنوات , حتى لو طلق أبناء عمه بناته ( أم كلثوم وزينب ) كأساليب ضغط وفتنة وزيادة في التنكيل بالرسول الكريم ... حتى لو أُغلقت الطرقات بوجهه بنارٍ ذات لهب .. حتى لو قالوا عنه كذاباً وهو أصدقهم ... وحتى لو قالوا عنه مجنون وهم أحكمهم ... حتى لو قالوا عنه مسحور وهو الوحيد الذي يمكنه أن يداويهم من سحر الجاهلية والعصبية القبلية المقيتة ... حتى لو جلدوا بلال وقتلوا ياسر وسُميه.. حتى لو توسلوا إلى عمه وسنده أبو طالب كورقة ضغط ... كل هذا وذاك يمكنه أن يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من وطنه ومن بلده لكنه أبداً لا يمكنه أن يثنيه عن دينه وعن تبليغ رسالته ..!! هذا هو الدرس الأول والأهم من الهجرة النبوية الشريفة وهذه هي العبرة التي يجب على كل المتغطرسين في كل الدنيا أن يعوها جيداً في كل زمان ومكان!!.
هذه هي سنة المصلحين والصالحين قديماً وحديثاً ممن يبغي تغيير واقع جاهلي أكل عليه الدهر وشرب وكل من يدعو إلى اصلاح مجتمع فاسد حتماً سيتهم بالجنون أو السحر أو التآمر على دين الآباء والأجداد أو يتهم بإشعال نار الفتنة وتفكيك وحدة القبيلة وغيرذلك من المصطلحات التي تدغدغ العواطف كالحق الذي يراد به باطل , وفي حقيقة الأمر لا القبيلة ولا مصلحة القوم تهمهم ولا غير ذلك من الادعاءات المزعومة والمعسولة وإنما هي الحرقة على ضياع المنصب والرئاسة والزعامة !!.
كلمات تهتز لها قلوب الجبارة وتقشعر منها الحجارة الصماء !!
انها الأمانة وانها الرسالة التي لا مساومة فيها ولا هوادة ! والكل يعرف أن الرسول الكريم لو أراد جاهاً أو مالاً أو نكاحاً لكان له ذلك لكنه ليس من أجل هذا خُلق ولا لأجل ذلك بُعث, وانما ليكون رحمة للعالمين .
صحيح ان هجرته صلى الله عليه وسلم تاريخ أمة بدأ حين الهجرة ولن ينتهي هذا التاريخ حتى تقوم الساعة لكن أهم عبرة في الهجرة النبوية انه خرج ليعود معززاً مكرماً وليس ضعفاً وهرباً للمنفى كما اعتقد وظن عُباد اللات والعُزى وهذا ما حدث فعلاً فيما بعد عندما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم مع عشرات الآلاف من المؤمنين يوم فتح مكة , وقال كلمته المشهورة : " اليوم يوم المرحمة ".
الرسول صلى الله عليه وسلم كان بامكانه أن يدفع عن نفسه العذاب والمضايقات وأساليب القمع التقليدية لكنه أصر على مقارعة الأصنام وعُبادها حتى لو كلف ذلك المقاطعة من قبل أهل مكة له ولاتباعه في شعاب ابي طالب مدة ثلاث سنوات , حتى لو طلق أبناء عمه بناته ( أم كلثوم وزينب ) كأساليب ضغط وفتنة وزيادة في التنكيل بالرسول الكريم ... حتى لو أُغلقت الطرقات بوجهه بنارٍ ذات لهب .. حتى لو قالوا عنه كذاباً وهو أصدقهم ... وحتى لو قالوا عنه مجنون وهم أحكمهم ... حتى لو قالوا عنه مسحور وهو الوحيد الذي يمكنه أن يداويهم من سحر الجاهلية والعصبية القبلية المقيتة ... حتى لو جلدوا بلال وقتلوا ياسر وسُميه.. حتى لو توسلوا إلى عمه وسنده أبو طالب كورقة ضغط ... كل هذا وذاك يمكنه أن يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من وطنه ومن بلده لكنه أبداً لا يمكنه أن يثنيه عن دينه وعن تبليغ رسالته ..!! هذا هو الدرس الأول والأهم من الهجرة النبوية الشريفة وهذه هي العبرة التي يجب على كل المتغطرسين في كل الدنيا أن يعوها جيداً في كل زمان ومكان!!.
هذه هي سنة المصلحين والصالحين قديماً وحديثاً ممن يبغي تغيير واقع جاهلي أكل عليه الدهر وشرب وكل من يدعو إلى اصلاح مجتمع فاسد حتماً سيتهم بالجنون أو السحر أو التآمر على دين الآباء والأجداد أو يتهم بإشعال نار الفتنة وتفكيك وحدة القبيلة وغيرذلك من المصطلحات التي تدغدغ العواطف كالحق الذي يراد به باطل , وفي حقيقة الأمر لا القبيلة ولا مصلحة القوم تهمهم ولا غير ذلك من الادعاءات المزعومة والمعسولة وإنما هي الحرقة على ضياع المنصب والرئاسة والزعامة !!.
[url=https://alforsaan.own0.com/Search.aspx?AUTHOR=الاستاذ تيسير سلمان محاميد]الكاتب: الاستاذ تيسير سلمان محاميد[/url]