فلنُهاجِـر إلى الله .. ~
عامٌ سيمضي بكل ما فيه من أحزانٍ و أفراح .. فماذا قَدَّمنا فيه
لأنفسنا ..؟! ماذا قَدَّمنا من الطاعاتِ لله عَزَّ و جَلَّ ..؟! هل حاسبنا
أنفسنا قبل أن نُحَاسَب ..؟! و هل وَزَنَّا أعمالنا قبل أن تُوزَن ..؟!
هل تَذَكَّرنا أنَّ الموتَ قريبٌ مَنَّا ..؟! و هل تَجَهَّزنا له ..؟! هل قرأنا
القرآنَ فتدَبَّرناه ..؟! هل امتثلنا لأوامر الله و اجتنبنا نواهيه ..؟! هل
وصلنا الرَّحِم ..؟! هل ظلمنا فاستغفرنا ..؟! هل حمدنا اللهَ في السَّرَّاء
و الضَّراء ..؟!
و الجـواب : (( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَن اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ
فَتِيلاً )) .
سيبدأ عامٌ هجرىٌّ جديد .. و لكنْ مع بدايته تنقصُ أعمارنا ،،
بل و تنقص مع كل لحظةٍ تمر فيه ..
مع بداية هذا العام نُولدُ من جديد ، بقلوبٍ طاهرة ، و بأعمالٍ خالصةٍ
لوجهه عز و جل ، و بحُبٍّ أكثر للدين ، و تمسكٍ أقوى بسُنِّة المصطفى
الأمين صلى الله عليه و سلم .
و مع بداية هذا العام الجديد : ماذا فعلنا من أجل هذا الدين
المجيد ؟ ماذا قدَّمنا له ؟
أمَا كان يكفي أن نحافظ عليه داخل بيوتنا ، و مع أولادنا ، بل و مع
أنفسنا أولاً ؟
فـ لنعد إلى الله عَزَّ و جَل ، و لنتمسك بديننا ،، و لنهاجر من الذنوب
و المعاصي إلى الطاعات ، و من الجهل و التخلف إلى العلم و التحضر ،
و من الركون و الاتكال إلى العمل و التوكل على الله عَزَّ و جَل ، و من
التبرج و الخلاعة إلى العِفَّة و الحياء ، و من الشرك و النفاق إلى
التوحيد و الإيمان .. و لنقف وقفةً صادقةً مع أنفسنا ، و لنُحاسبها على
الأعمال قبل أن تمر الأيام ، و لنذكر اللهَ على جميع أحوالنا ، و نجعل
قلوبنا عامرةً بذكره في كل أوقاتنا ....
## و هـذه بعض الأمـور التي تُعيننا على ذلك : /
1- المُحافظة على الصلاة و عدم تأخيرها عن وقتها ،، لقوله تعالى :
(( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ )) البقرة /
238 ،، و لقوله سبحانه : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانت عَلَى المُؤمِنِينَ كِتَابًا
مَوْقُوتًا )) النساء / 103 ..
2- المُداومة على قراءة القرآن الكريم ، فهو شِفاءٌ لِمَا في الصدور ، و هو رحمةٌ للمؤمنين ،، لقوله تعالى : (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) الإسراء / 82 ..
3- البُعـد عن مُشاهدة أو الاستماع إلى ما هو مُحَرَّم في التلفاز أو على شاشات السينما أو مواقع الانترنت ،، لقول ربنا سبحانه : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِن أَبْصَارِهِنَّ )) النور / 31 ، و لقوله سبحانه : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )) الإسراء / 36 ..
4- عـدم اتباع الهَوى ،، و الخوف من الله عز و جل ،، فهـذا سبيلٌ إلى الجنة ،، يقول جَلَّ وَ عَلا : (( وَاَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ المَأْوَى )) النازعات / 40 ، 41 ..
5- عـدم اتباع الشيطان ، فهو عدو الإنسان الأول الذي يأمره بفِعل الذنوب و المعاصي و ارتكاب الفواحش ،، يقولُ جَلَّ و عَلا : (( وَلَا تَتِّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) البقرة / 168 ، 169..
6- ألا نغتر بعلمنا أو بمناصبنا أو بأموالنا و أولادنا ، و أن نعلم أنَّ كُلَّ هذا مَتاعٌ زائل ، و أنَّ المتاعَ المُقيم الدائمَ في الآخرة ،، يقولُ جَلَّ و عَلا : (( وَمَا أُوُتِتُمْ مِنْ شَئٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ )) القصص / 60 ..
7- أن نضعَ الموتَ نُصْبَ أعيُننا ، و أن نعلم أنَّنا لسنا مُخَلَّدينَ في هذه الدنيا ،، يقول الله تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )) آل عمران / 185 ..
8- أن نجعل قُدوتنا الأولى : رسول الله صلى الله عليه و سلم ،، فقد قال الله جل و علا : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب / 21 ..
9- أن نذكر أنَّنا سنفوزُ فوزًا عظيمًا ، و سننالُ أجرًا كبيرًا ، إذا ما استقمنا على دين الله عز و جل و فعلنا الصالحَ من الأعمال ،، يقولُ اللهُ تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )) البروج / 11 ..
10- أن نعلم أنه لا خيار لنا غير ما اختار لنا رَبُّنا عز و جل و رسولُه صلَّى الله عليه و سلَّم ، و أنَّ الضلالَ الحقيقىّ في معصية الله و رسوله ،، يقولُ سبحانه و تعالى : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )) الأحزاب / 36 ..
11- و أخيرًا : علينا أن نعلم أنَّ اللهَ عَزَّ و جَلَّ قد أمرنا بتسبيحه و الإكثار من ذِكـره ، فقال سبحانه : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) الأحزاب/41 ، 42 ..
أسألُ اللهَ تعالى أن يجعل عامنا الجديد عامًا سعيدًا ، عامرًا بالذِّكر
و الطاعات ، و الأعمال الصالحات ، و أن يُوَفِّقنا فيه لِمَا يُحِبُّهُ
و يَرضاه إنَّه وَلِىُّ ذلك و القادِرُ عليه ..؛
أختكم / أريج التقى
عامٌ سيمضي بكل ما فيه من أحزانٍ و أفراح .. فماذا قَدَّمنا فيه
لأنفسنا ..؟! ماذا قَدَّمنا من الطاعاتِ لله عَزَّ و جَلَّ ..؟! هل حاسبنا
أنفسنا قبل أن نُحَاسَب ..؟! و هل وَزَنَّا أعمالنا قبل أن تُوزَن ..؟!
هل تَذَكَّرنا أنَّ الموتَ قريبٌ مَنَّا ..؟! و هل تَجَهَّزنا له ..؟! هل قرأنا
القرآنَ فتدَبَّرناه ..؟! هل امتثلنا لأوامر الله و اجتنبنا نواهيه ..؟! هل
وصلنا الرَّحِم ..؟! هل ظلمنا فاستغفرنا ..؟! هل حمدنا اللهَ في السَّرَّاء
و الضَّراء ..؟!
و الجـواب : (( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَن اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ
فَتِيلاً )) .
سيبدأ عامٌ هجرىٌّ جديد .. و لكنْ مع بدايته تنقصُ أعمارنا ،،
بل و تنقص مع كل لحظةٍ تمر فيه ..
مع بداية هذا العام نُولدُ من جديد ، بقلوبٍ طاهرة ، و بأعمالٍ خالصةٍ
لوجهه عز و جل ، و بحُبٍّ أكثر للدين ، و تمسكٍ أقوى بسُنِّة المصطفى
الأمين صلى الله عليه و سلم .
و مع بداية هذا العام الجديد : ماذا فعلنا من أجل هذا الدين
المجيد ؟ ماذا قدَّمنا له ؟
أمَا كان يكفي أن نحافظ عليه داخل بيوتنا ، و مع أولادنا ، بل و مع
أنفسنا أولاً ؟
فـ لنعد إلى الله عَزَّ و جَل ، و لنتمسك بديننا ،، و لنهاجر من الذنوب
و المعاصي إلى الطاعات ، و من الجهل و التخلف إلى العلم و التحضر ،
و من الركون و الاتكال إلى العمل و التوكل على الله عَزَّ و جَل ، و من
التبرج و الخلاعة إلى العِفَّة و الحياء ، و من الشرك و النفاق إلى
التوحيد و الإيمان .. و لنقف وقفةً صادقةً مع أنفسنا ، و لنُحاسبها على
الأعمال قبل أن تمر الأيام ، و لنذكر اللهَ على جميع أحوالنا ، و نجعل
قلوبنا عامرةً بذكره في كل أوقاتنا ....
## و هـذه بعض الأمـور التي تُعيننا على ذلك : /
1- المُحافظة على الصلاة و عدم تأخيرها عن وقتها ،، لقوله تعالى :
(( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ )) البقرة /
238 ،، و لقوله سبحانه : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانت عَلَى المُؤمِنِينَ كِتَابًا
مَوْقُوتًا )) النساء / 103 ..
2- المُداومة على قراءة القرآن الكريم ، فهو شِفاءٌ لِمَا في الصدور ، و هو رحمةٌ للمؤمنين ،، لقوله تعالى : (( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) الإسراء / 82 ..
3- البُعـد عن مُشاهدة أو الاستماع إلى ما هو مُحَرَّم في التلفاز أو على شاشات السينما أو مواقع الانترنت ،، لقول ربنا سبحانه : (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِن أَبْصَارِهِنَّ )) النور / 31 ، و لقوله سبحانه : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً )) الإسراء / 36 ..
4- عـدم اتباع الهَوى ،، و الخوف من الله عز و جل ،، فهـذا سبيلٌ إلى الجنة ،، يقول جَلَّ وَ عَلا : (( وَاَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ المَأْوَى )) النازعات / 40 ، 41 ..
5- عـدم اتباع الشيطان ، فهو عدو الإنسان الأول الذي يأمره بفِعل الذنوب و المعاصي و ارتكاب الفواحش ،، يقولُ جَلَّ و عَلا : (( وَلَا تَتِّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )) البقرة / 168 ، 169..
6- ألا نغتر بعلمنا أو بمناصبنا أو بأموالنا و أولادنا ، و أن نعلم أنَّ كُلَّ هذا مَتاعٌ زائل ، و أنَّ المتاعَ المُقيم الدائمَ في الآخرة ،، يقولُ جَلَّ و عَلا : (( وَمَا أُوُتِتُمْ مِنْ شَئٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ )) القصص / 60 ..
7- أن نضعَ الموتَ نُصْبَ أعيُننا ، و أن نعلم أنَّنا لسنا مُخَلَّدينَ في هذه الدنيا ،، يقول الله تعالى : (( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )) آل عمران / 185 ..
8- أن نجعل قُدوتنا الأولى : رسول الله صلى الله عليه و سلم ،، فقد قال الله جل و علا : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب / 21 ..
9- أن نذكر أنَّنا سنفوزُ فوزًا عظيمًا ، و سننالُ أجرًا كبيرًا ، إذا ما استقمنا على دين الله عز و جل و فعلنا الصالحَ من الأعمال ،، يقولُ اللهُ تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )) البروج / 11 ..
10- أن نعلم أنه لا خيار لنا غير ما اختار لنا رَبُّنا عز و جل و رسولُه صلَّى الله عليه و سلَّم ، و أنَّ الضلالَ الحقيقىّ في معصية الله و رسوله ،، يقولُ سبحانه و تعالى : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )) الأحزاب / 36 ..
11- و أخيرًا : علينا أن نعلم أنَّ اللهَ عَزَّ و جَلَّ قد أمرنا بتسبيحه و الإكثار من ذِكـره ، فقال سبحانه : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )) الأحزاب/41 ، 42 ..
أسألُ اللهَ تعالى أن يجعل عامنا الجديد عامًا سعيدًا ، عامرًا بالذِّكر
و الطاعات ، و الأعمال الصالحات ، و أن يُوَفِّقنا فيه لِمَا يُحِبُّهُ
و يَرضاه إنَّه وَلِىُّ ذلك و القادِرُ عليه ..؛
أختكم / أريج التقى