من طرف تذمّر نون و هو يطوي الصحيفة ويقول:"كدت أحقد على منظمة مراسلون بلا حدود و هي تمنح جائزة إعلامية دولية لـ"أميرة هاس " و كنتُ أتسأل عن نصيب الإعلاميين والمراسلين العرب لكني تذكرت أن ثلاثةً منهم حصلوا على هدايا وجوائز فورية، تذكرت "أطوار بهجت"، "طارق أيوب"، و"فضل شناعة" وخطر ببالي أن أذهب لزيارتهم لأنـي وعدتهم بزيارة ، أقرأ الفاتحة على أرواحهم و أقصُّ عليهم آخر مستجداتنا."
- غريب! أنت تخاطب الموتى أيضا؟ ..طيب ماذا كنت ستقول لهم إذا زرتهم؟
- سأطمئنهم أولا و أطلب منهم أن يناموا بسلام طالما أننا أصبحنا نزاحم الدول الكبرى في الرّيادة، سأخبرهم أن أمورا كثيرة حدثت منذ رحيلهم.. أهمها أن كِبارنا باتوا مهتمين بتخصيب اليورانيوم و يعقدون يوميا اجتماعات على طاولة قهوة عربية للتباحث حول أدوارنا الفاعلة في حل أزمة الاحتباس الحراري و مشكل ثقب الأوزون ، و يتنافسون أيهم سيكون دوره الآتي في إرسال رواد فضاء من عندنا، سأخبرهم أن العالم لا يتحرك دون إذن منا ولا يتنفس دون مشورتنا ،وأننا مرّغنا أنف الولايات المتحدة الأمريكية في التراب فأصبحت تطأطئ رأسها إن أشرنا إليها بالسبّابة، وحتى بقية الدول الكبرى أذللناها و أضحت ترتعد مفاصلها إن ذُكرت سيرتنا،سأخبرهم أننا استعدنا الأقصى و أننا نذهب للصلاة فيه كل يوم بعد أن حررنا فلسطين وأرسلنا اليهود إلى الجحيم،وأننا أجهزنا على القوات الأمريكية في العراق و ركلنا قوات حلف شمال الأطلسي خارج أفغانستان، وضربنا بالعصا السحرية التي أهدانا إياها"هاري بوتر" على الصومال ودارفور و الشيشان وكل بؤر التوتر فاستتبّ الأمن و اخضرّت الأرض و عمّ الرخاء، وأن كل الدول كلّها .. والعالم بأسره أصبح يقف صفاً مثل تلاميذ المدارس عند بابنا ليؤدي فروض الولاء والطاعة لنا.
سأبشّرهم بظهور نجم جديد في الساحة "السينماسية" التركية اختطف جميع أدوار بطولتنا و حاز على إعجاب نساءنا ورجالنا اسمه "طيب رجب أردوغان" ،وأننا أصبحنا ندافع عن قضايانا بفردتي حذاء ..
سأخبرهم أننا وجدنا حلولا لكل مشاكلنا ،كل القضايا التي كانت تؤرقهم وتسببت في موتهم حللناها و أصبح لدينا كثير من الوقت ننفق بعضه في حلّ الكلمات المتقاطعة و البعض الآخر في الجلوس أمام شاشات فضائياتنا المحجّبة العفيفة الطاهرة، نتناول الفُشار و "البيتزا هوت" ..سأبشّرهم أيضا بأن النبوّة الروتانية قد صدقت فينا و أنه لا أحد منّا (قدر يغمّض عينيه).
- غريب! أنت تخاطب الموتى أيضا؟ ..طيب ماذا كنت ستقول لهم إذا زرتهم؟
- سأطمئنهم أولا و أطلب منهم أن يناموا بسلام طالما أننا أصبحنا نزاحم الدول الكبرى في الرّيادة، سأخبرهم أن أمورا كثيرة حدثت منذ رحيلهم.. أهمها أن كِبارنا باتوا مهتمين بتخصيب اليورانيوم و يعقدون يوميا اجتماعات على طاولة قهوة عربية للتباحث حول أدوارنا الفاعلة في حل أزمة الاحتباس الحراري و مشكل ثقب الأوزون ، و يتنافسون أيهم سيكون دوره الآتي في إرسال رواد فضاء من عندنا، سأخبرهم أن العالم لا يتحرك دون إذن منا ولا يتنفس دون مشورتنا ،وأننا مرّغنا أنف الولايات المتحدة الأمريكية في التراب فأصبحت تطأطئ رأسها إن أشرنا إليها بالسبّابة، وحتى بقية الدول الكبرى أذللناها و أضحت ترتعد مفاصلها إن ذُكرت سيرتنا،سأخبرهم أننا استعدنا الأقصى و أننا نذهب للصلاة فيه كل يوم بعد أن حررنا فلسطين وأرسلنا اليهود إلى الجحيم،وأننا أجهزنا على القوات الأمريكية في العراق و ركلنا قوات حلف شمال الأطلسي خارج أفغانستان، وضربنا بالعصا السحرية التي أهدانا إياها"هاري بوتر" على الصومال ودارفور و الشيشان وكل بؤر التوتر فاستتبّ الأمن و اخضرّت الأرض و عمّ الرخاء، وأن كل الدول كلّها .. والعالم بأسره أصبح يقف صفاً مثل تلاميذ المدارس عند بابنا ليؤدي فروض الولاء والطاعة لنا.
سأبشّرهم بظهور نجم جديد في الساحة "السينماسية" التركية اختطف جميع أدوار بطولتنا و حاز على إعجاب نساءنا ورجالنا اسمه "طيب رجب أردوغان" ،وأننا أصبحنا ندافع عن قضايانا بفردتي حذاء ..
سأخبرهم أننا وجدنا حلولا لكل مشاكلنا ،كل القضايا التي كانت تؤرقهم وتسببت في موتهم حللناها و أصبح لدينا كثير من الوقت ننفق بعضه في حلّ الكلمات المتقاطعة و البعض الآخر في الجلوس أمام شاشات فضائياتنا المحجّبة العفيفة الطاهرة، نتناول الفُشار و "البيتزا هوت" ..سأبشّرهم أيضا بأن النبوّة الروتانية قد صدقت فينا و أنه لا أحد منّا (قدر يغمّض عينيه).
منجية إبراهيم - الجزيرة توك - الجزائر
