يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً
للإياب وكلِّي تعب ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات
..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً
أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً , وقبيل الظهر استيقظت
على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي وقد أعياني
التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر
على النوم , ولا أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي
الله أمراً كان مفعولاً ، قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك
قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال
والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين والحياة .. فأردت أن أخرج خارج
البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها الناس , فاخترت بين
دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد وما كان
همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا برفقة
سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما
زالوا معه من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا
مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ
منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه
وبلغت فيه الشهوة ذروتها وأخرج ما في جوفه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب
ظهره ..وبدأ يبكي ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور
المنيع من الفاحشة .. إني سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب
وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال
الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن خذ كأساً من
الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد
العقاب .. أعدَّ للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك , إذا رأت المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم
أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه .. ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا
ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد أفسدوا وكسروا ديني
وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
عليه قول الله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك
التائب الذي بلغت التوبة في قلبه ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا ,
ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟ قال : لا والله ،
قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا
لحظات حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى
الرياض .. فأخذت عنوانه ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى
يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام من رجوعي إلي الرياض إذ به
يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو يقول : والله منذُ
فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ،
فقال صاحبه هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما
جئتك زائراً .. ولكني جئتك مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك
رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم نفسي إلى المحكمة وأعترفُ
بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت أنسيت أنك
متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال :
ذاك أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من
حدوده .قال : صاحبه : أما تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك ..
قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من النار وأنا أريد النجاة من عذاب
الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد منك شيئاً
واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة
.قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال
صاحبه : امدد يدك عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم ..
فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى
نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي أذهب بك إلى
المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا
الشيخ فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ
مراراً يريد أن يقنعه بتسليم نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك
تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً
للإياب وكلِّي تعب ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات
..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً
أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً , وقبيل الظهر استيقظت
على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي وقد أعياني
التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر
على النوم , ولا أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي
الله أمراً كان مفعولاً ، قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك
قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال
والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين والحياة .. فأردت أن أخرج خارج
البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها الناس , فاخترت بين
دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد وما كان
همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا برفقة
سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما
زالوا معه من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا
مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ
منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه
وبلغت فيه الشهوة ذروتها وأخرج ما في جوفه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب
ظهره ..وبدأ يبكي ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور
المنيع من الفاحشة .. إني سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب
وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال
الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن خذ كأساً من
الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد
العقاب .. أعدَّ للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام
سبعون ألف ملك , إذا رأت المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم
أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه .. ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا
ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد أفسدوا وكسروا ديني
وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
عليه قول الله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك
التائب الذي بلغت التوبة في قلبه ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا ,
ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟ قال : لا والله ،
قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا
لحظات حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى
الرياض .. فأخذت عنوانه ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى
يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام من رجوعي إلي الرياض إذ به
يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو يقول : والله منذُ
فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ،
فقال صاحبه هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما
جئتك زائراً .. ولكني جئتك مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك
رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم نفسي إلى المحكمة وأعترفُ
بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت أنسيت أنك
متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال :
ذاك أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من
حدوده .قال : صاحبه : أما تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك ..
قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من النار وأنا أريد النجاة من عذاب
الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد منك شيئاً
واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة
.قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال
صاحبه : امدد يدك عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم ..
فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى
نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي أذهب بك إلى
المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا
الشيخ فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ
مراراً يريد أن يقنعه بتسليم نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك
عدل سابقا من قبل ابوء لك ربي بذنبي فاغفر ل في الخميس أغسطس 20, 2009 9:02 am عدل 1 مرات